کد مطلب:145739
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:139
رؤیا جاریة زوجة یزید و اعتراضها
و كان لها جاریة كانت نائمة فانتبهت من نومها، و لطمت وجهها، و مزقت ما كان علیها من الثیاب الفاخرة، و قالت: شاهت وجوهكم، و تعست [1] جدودكم یا أولاد الشجرة الملعونة فی القرآن، و نسل الرجس و الطغیان!
یا آل أبی سفیان المتهمین فی أنسابكم، و المعروفین بقبائح أحسابكم حیث لم یصح اسلامكم، و لم یثبت عندالله ایمانكم!
ویلكم! هؤلاء أولاد الیعسوب الزكی، و البر التقی أمیرالمؤمنین علیه السلام، ثم أنشأت تقول:
وجوه نورها یزهو
كنور البدر و الشمس
رسول الله و الطهر
خیار الجن و الانس
حسین السبط مقتول
بسیف الفاسق الرجس
قال الشعبی: ثم خرجت الی یزید لعنه الله منشورة الشعر، فقالت: ویلك یا یزید! كف عن أولاد فاطمة الزهراء علیهاالسلام، فانی كنت الساعة نائمة، فرأیت فی منامی كأن أبواب السماء قد فتحت، و رأیت أربعة من الملائكة قد أحاطوا بقصرك، و هم یقولون: أحرقوا هذه الدار، و قط سخط علی أهلها الملك الجبار.
قال سهل: و كانت هذه المرأة زوجة لیزید لعنه الله فقال لها: ویلك و ترثین لأولاد فاطمة الزهراء، والله؛ لأقتلنك أشر قتلة.
قالت له: و ما ینجینی من القتل؟
قال: تقومین علی قدمیك، و تسبین علی بن أبی طالب و عترته، فانك تنجین من القتل.
قالت: نعم؛ أفعل ذلك ان أنت أحضرت من یسمع مقالتی.
فأمر باحضار الناس، فلما اجتمعوا قامت قائمة علی قدمیها و قالت: یا معشر من حضر! ان هذا یزید بن معاویة لعنهما الله قد أمرنی أن أسب علی بن أبی طالب علیه السلام و عترته، ألا فانصتوا لما أقول: ألا لعنة الله و لعنة اللاعنین و الملائكة و الناس أجمعین علی یزید و أبیه و جده أبی سفیان و حزبه و أتباعه الی یوم الدین.
قال: فلما سمع الناس كلامها غضب یزید لعنه الله غضبا شدیدا، و قال: من یكفینی أمرها؟
فقام الیها رجل من الشام، فضربها ضربة جدلها [2] صریعة، فانتقلت الی رحمة الله تعالی [3] .
[1] التعس - محركة -: الهلاك و العثار و السقوط و الشر و البعد و الانحاط...، «منه رحمه الله».
[2] جدله فانجدل و تجدل: صرعه علي الجدالة كجدله، «منه رحمه الله».
[3] نقل عنه في الدمعة الساكبة: 145 - 142 / 5، مع اختلاف يسير في الألفاظ.